ابحث عن

  دارفور وسلام السودان ٢٠٢٠ موقف تنفيذ الاتفاق

تقرير عبد الحميد هارون

الخرطوم سلاميديا

على الرغم من مضي أكثر من ثمانية أشهر، على اتفاق سلام جوبا الذي تم توقعيه بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، إلا أن تنفيذ بنود هذا الإتفاق يواجه تحديات كثيرة عاقت تنفيذها وخاصة الترتيبات الأمنية، مما دفع بعض القيادات بمسار دارفور لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الخرطوم لتنفيذ الاتفاق.

وفي ذات الوقت يشكك بعض المراقبون من قدرة أطراف اتفاقية السلام من تنفيذ بنوده لحزمة من التعقيدات من بينها الخلل والتغرات .                              

وشهدت مناطق متفرقة بأقليم دارفور نزاعات دموية بعضها مرتبطة بالموسم الزراعي" إحتكاكات بين المزارعين والرعاة"، بينما مازال شرق البلاد يشهد صراعات قبلية تسببت في مقتل وجرح أعداد كبيرة من المدنيين، ترجح أن أسبابها ترجع لرفض الأهالي لمسار شرق السودان.                     

 وحدد بند الترتيبات الأمنية المضمن في اتفاق السلام 40 شهراً لعملية الدمج والتسريح المتعلقة بمقاتلي الحركات المسلحة مسار دارفورمع تشكيل قوات مشتركة من الجيش السوداني والشرطة والدعم السريع لحفظ الأمن في ولايات دارفور والمنطقتين، تمثل فيها قوات الحركات 50 % لكن لم يتضمن تفاصيل واضحة عن أماكن التجميع ولم يتم حصر أعداد القوات التابعة لكل حركة قبل عملية التوقيع.

مطالب بالضغط لتنفيذ الإتفاق                                  

كبير مفاوضي حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي ووالي ولاية شمال دارفور الجنرال نمر محمد عبد الرحمن في حديثه لإذاعة الفاشر ،الجمعة المنصرم، قال أن الأمن والإستقرار واحدة من أهم أولويات حكومته، واشار إلي أنه سيتم تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين بعد خروج بعثة اليوناميد، قبل أن يطالب  الحكومة الإنتقالية  بالإسراع في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية .                                         

من جانب آخر طالب القيادي بمسار دارفور وعضو حركة تحرير السودان (مناوى) محمد أدم كش المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الفترة الإنتقالية لتنفيذ اتفاقية جوبا.

وقال كش في تصريح ل(سلاميديا) عقب إجتماع ضم عدد من قادة مسار دارفور بوفد الخبراء الخاص بالقرار "1395" لحماية المدنيين بدارفور عقب إنتهاء مهمة بعثة اليوناميد، الذي زار ولاية شمال دارفور الأربعاء الماضي، ان الإجتماع بحث عدة  قضايا تتعلق بحماية المدنيين واللاجئيين والنازحين بالإضافة إلي توفير الحماية لقرى العودة الطوعية والموسم الزراعي.

وأشار إلي أن قادة مسار دارفور شددوا بضرورة تكوين القوى المشتركة لحماية المدنيين بنسبة (50)% وفقا لإتفاقية جوبا التي تم توقيعها في في اكتوبر  من العام الماضي، كما طالب الاجتماع المجتمع الدولي المتمثل في مجلس الأمن بالضغط علي حكومة السودان لتنفيذ وانزال اتفاقية جوبا علي أرض الواقع ،وخاصة بند الترتيبات الأمنية بإعتباره روح الإتفاقية حتي ينعم اللاجئين والنازحين والمزارعين بالأمن والأستقرار.                                                           

وعزا كش عدم تنفيذ الحكومة لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية لغياب الإرادة السياسية، وليست الموارد المالية على حد زعم حكومة الفترة الإنتقالية، إلي ذلك قلل كش من أهمية قرار رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الأخير.                          

وأصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الاسبوع المنصرم، قرارا يقضي بتشكيل اللجنة العسكرية لتنفيذ الترتيبات الأمنية مع الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام.                    

قلق أممي                                                                        

أعرب رئيس بعثة  الأمم المتحدة  المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان (يونيتامس) فولكر  بيرتس، عن  قلقه  إزاء "عدم تنفيذ أو التأخير في تنفيذ" فقرات مهمة في اتفاق جوبا للسلام، لاسيّما الترتيبات الأمنية، على حد تعبيره، بما في ذلك إنشاء قوات مشتركة لحفظ الأمن، تشارك فيها القوات المسلحة والشرطة السودانية وقوات الدعم السريع والتنظيمات المسلحة.

كما أعرب عن قلقه إزاء آليات وقف إطلاق النار كما هو منصوص عليها في الاتفاق. وقال "سألنا عن هذا الموضوع وعن أسباب التأخير في تنفيذ هذه القرارات المشتركة السودانية، وجدنا إجابات تتعلق بنقص الموارد ونقص الإرادة السياسية - وقد يكون الأمران معا".

وشدد على أنه إذا تم إنشاء ونشر القوات المشتركة في دارفور، فهذا سوف يثبت قدرة السودان والإدارة المشتركة لحماية المدنيين أو المواطنين السودانيين.

وقال "لا يمكن أن يكون أي بلد مستقر بوجود 3 أو 5 أو 7 جيوش محترفة أو أكثر، لا بد من الدقة على الأقل في إعداد ومناقشة خريطة طريق تؤدي في نهاية المطاف وبشكل تدريجي إلى تشكيل جيش وطني واحد يعتمده الدستور.            

تعقيدات أمام تنفيذ بنود الإتفاق

 وبحسب المحلل والكاتب الصحفي محمد بدوي، بطء وتأخير تنفيذ ما يعرف بسلام السودان لم ينفصل عن من ما يجري في المشهد القومي بشكل عام وذلك في إشارة إلي "سير الفترة الإنتقالية وما يدور بين المكونيين المدني والعسكري في السنتين الفائتة".  فيما يتعلق بالسلام يرجع بدوي تأخير إنفاذه لعدم توفير التمويل ،كما أنه لفت إلي أن السلام لم يرتبط بدارفور فقط بل مسارات شملت غالبية انحاء السودان بينها ملفات لم تحسم حتى الأن.                                                       

وهنا يشير بدوي إلي عدم تمكن بعض أطراف السلام للقيام بزيارات إلي هذه المسارات، ويعزي الأسباب إلي ثنائية التفاوض أو عدم إستصحاب أصحاب المصلحة الحقيقيين في المفاوضات التي أدت للوصول إلي هذا السلام، بجانب عدم وجود موقف موحد من قوى الكفاح المسلح وكذلك الجانب المعني بتقاسم السلطة والدليل على ذلك الهجوم الذي ظل يشنه القائد (مناوى) قبل وبعد تعينه حاكماً لأقليم دارفور.

ويضيف بدوي بأن هنالك ايضا تعقيدات أخرى ربما يأجل إنزال هذا الإتفاق إلي أرض الواقع من بينها مسألة تحول هذه الحركات إلي أحزب سياسية، كما لم يتم تشكيل القوات المشتركة حتى الأن، ويردف نعم هنالك نصوص لكن لايوجد حلول وتنفيذ على الأرض.                                                              

ويقلل بدوي من أهمية شكاوى الحركات المسلحة وإتهامها للحكومة بتأخير تنفيذ الإتفاقية وخاصة في مايتعلق بالتمويل ،ويشير إلي أن الحركات المسلحة لديها ممثلين في وزارة المالية والمجلس السيادي وهم شركاء أساسيين في حكومة الفترة الإنتقالية.                                                                        

و تعد الموارد المالية المطلوبة لتنفيذ اتفاق السلام، وفق مراقبين، أحد أكبر العقبات أمام الاتفاق في ظل ما يعانيه السودان اقتصاديا من ارتفاع التضخم وانهيار العملة الوطنية، بجانب غياب الإرادة السياسية لدى أطراف السلام.  

Pin It

هل يعالج تطبيق الحكم الذاتي جذور الصراع بالمنطقتين

 

تقرير وفاق التجاني

 

تباينت وجهات النظر لدى محللين سياسيين بشأن قرار الحكم الذاتي للمنطقتين ورحب بعض   المهتمون بالشأن السياسي في السودان، بقرارات مجلس السيادة الجديدة بقيادة  رئيسه عبد  الفتاح البرهان  التي أفضت  بتطبيق نظام الحكم الذاتي للمنطقتين، وفق ما نصت عليه اتفاقية جوبا للسلام.

وبحسب المرسوم فإن  نظام ادارة المنطقتين سيكون  وفقا لما جاء في المادة(٨) من الباب الثالث / الفصل الثالث، من الاتفاق.

ومن جانبها عممت وزيرة الحكم الإتحادي  بثينة ابراهيم دينار، لولاة الولايات ما جاء في المرسوم، موضحة في خطابها، انه وبناء على المرسوم يكون  نظام الحكم في المنطقتين، وفق الترتيبات الشاملة الواردة في إتفاق جوبا لسلام السودان، كما تمت مخاطبة الوزارات الاتحادية في ذات الخصوص.

وتجدر الاشارة الى ان المادة (٨) من الفصل الثالث/ الباب الثالث نصت على الآتي: " اتفق الطرفان انه دون المساس بوحدة السودان شعبا وارضا او السلطات الحصرية او المشتركة او المتبقية، تتمتع المنطقتان بحكم ذاتي تمارس فيه السلطات المنصوص عليها في هذا الاتفاق ".

وحددت المادة السابعة من نفس الفصل والباب، (تعريف المنطقتين)، حيث جاء في البند (٧/١)، (ولاية/ اقليم النيل الازرق بانه يعني ولاية النيل الازرق الحالية وما تنص عليه بنود هذا الاتفاق).

 وجاء في البند (٧/٢)، (ولاية جنوب كردفان/جبال النوبة يعني ولاية جنوب كردفان /جبال النوبة الحالية وما تنص عليه بنود هذا الاتفاق).

(٧/٣)، (ولاية غرب كردفان بوضعيتها الحالية، على ان يحدد مؤتمر نظام الحكم في السودان حدودها مع ولاية جنوب كردفان/ جبال النوبة).

واوضح الدكتور محمد صالح يسن وكيل اول وزارة الحكم الاتحادي، ان صدور هذا المرسوم قد عالج أكثر القضايا تعقيدا في نظام الحكم بالولايات الثلاث، وجذور مسببات الحرب بها، مما يعد خطوة مهمة ومتقدمة في تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.

ووصف مهتمون أن هذا القرار سيكون بمثابة التمهيد لتوقيع اتفاقية سلام مع الحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو، إذ يعتبر الحكم الذاتي من المتطلبات المطروحة لدى المتفاوضين في جوبا.

وهذا ما ذهب إليه المحلل السياسي الجميل الفاضل، والذي رجح أن يساعد القرار في تقريب وجهات النظر بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية في مفاوضات السلام.

وقال "لسلاميديا" هذا القرار احد استحقاقات اتفاق سلام جوبا، وأالجيش الشعبي شمال قياده الحلو أيضا سبق وأن طالب بالحكم الذاتي".

ونصح بضرورة أن يتعجل الساسة بتشكيل مؤتمر الحكم لتكييف الأمر برمته وعدد من القضايا المفصلية فيه، وأكد أن هناك كثير من  التشريعات يمكن أن تتداخل وتتشابك حال تم تأخيره.

فيما وصف المحلل السياسي ابراهيم كباشي، القرار بالجزئي غير المكتمل، وأكد أن القرار جاء في وقت غير مناسب لجذب الحركة الشعبية وتقريب وجهات النظر بينها وبين الحكومة.

ونصح بضرورة أن تتم مراجعة القرار بمشاركة مراكز اتخاذ القرار المتعددة، واستطرد قائلا، ليس مجلس السيادة هو المسؤول من عمليات السلام، إنما هي مفوضية السلام، ولذلك يعتبر القرار جائر وغير منصف للفصائل الاخرى الموقعة على اتفاق السلام.

ولفت أن القرار  جاء بطريقة عجلة دون دراسة الابعاد السياسية له، وأكد أن مبادرة رئيس مجلس الوزراء الجديدة يمكن أن تعالج عدد من هذه الاشكالات، ووصى بضرورة التعجل في تكوين مؤتمر الحكم المحلي خاصة بعد اللبس والازدواجية التي حدثت بعد تنصيب مني اركو مناوي حاكما لإقليم دارفور.

اما المحلل السياسي أحمد داوود اعتبر القرارات التي اتخذتها الحكومة السودانية في قضايا السلام بالمتخبطة، وأضاف أن أي قرار اتخذ للترضية السياسية يبوء بالفشل.

وتابع "على المتفاوضين النقاش بموضوعية، دون تقديم أي تنازلات من قبل الطرفين، حتى لو كان بغرض اظهار حسن النوايا" وأكد أن القرار سيلقي بظلال سالبة على العملية السلمية فيما بعد.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك نوعا من التناغم بين مكونات الحكومة حتى في إصدار القرارات، مبينا أن الحكومة تتخوف من مصطلح الحكم الذاتي بإعتباره نوعا من الانفصال أو تحقيق المصير.

وأشار لضرورة تكوين مؤتمر جامع لكافة قوى الكفاح المسلح والحركات خارج دائرة التفاوض، لوضع رؤية حقيقة لكيفية إدارة السودان، بدلا  عن اتخاذ  قرارات غير مدروسة توسع رقعة الصراع.

Pin It

إستحقاقات سلام شرق السودان اوراق في مهب الريح

تقرير وفاق التجاني

يقف شرق السودان قاب قوسين أو أدنى من انفلات أمني ليلحق بنظيره، إقليم دارفور، على الرغم من تصاعد الدعوات من قيادات المسارات المتفاوضة بضرورة التعجل في تحقيق اتفاقية السلام الموقعة في جوبا.

ودخلت دارفور في تصنيفها منطقة منكوبة منذ العام ٢٠٠٣، بعد شن حكومة السودان بقيادة عمر البشير هجوما يعتبر الأقسى من نوعه على سكان الإقليم مستخدمين فيه كافة وسائل الحرب والإبادات الجماعية، فضلا عن تشكيل نواة الحرب الأهلية بتسليح فصائل قبلية ضد أخرى.

إلا أن عدد من المهتمين بسلام شرق السودان أكدوا في تصريحات "لسلاميديا" غياب الإرادة الحقيقية من قبل قيادات الشرق في ترميم هوة الصراع فيما بينها، وبين المكونات الإثنية والقبلية المتواجدة في الإقليم.

وأرجعوا ذلك  لكثرة المسارات والكيانات التي تعبر عن احقيتها في المشاركة  لتقرير مصير الاقليم، وكذلك لتباين وجهات النظر لدى هذه الكيانات، بالإضافة لتأخر الحكومة الانتقالية بتحقيق السلام على أرض الواقع بالشكل المطلوب.

فيما أكد الأمين السياسي لمؤتمر البجا المعارض عبد الرحمن شنقب، أن  معوقات مسار الشرق تتمثل في  تقاعس الدولة في تطبيق ما تم الاتفاق عليه في جوبا ووصفه بالمتراخي في تحكيم القانون وفرض هيبة الدولة في مواجهة مثيري التفلتات والفتن.

 وقال "من إستحقاقات سلام شرق السودان التي لم يتم تنفيذها،  تقويم مسار التنمية الاقليمية بادارة موارد الاقليم بالسلطة الاقليمية لسد حاجات التنمية من المشروعات الاقليمية تماما ومن المشروعات القومية في الاقليم بما تم النص عليه في الاتفاقية ببنودها ال٨٤ بالإضافة إلى ملحقات الاتفاقية".

ولفت لضرورة معالجة اختلالات الترتيبات الامنية التي تم إقرارها في اتفاقية اسمرا بما يشكل انصافا للمظلومين، ومراجعة صندوق اعمار الشرق عبر بيوت خبرة محترفة لادارة بعض ملفات مرحلة الانتقال بشراكة تنفيذية مقتدرة ، وقيام بنك الشرق مع بعث الصندوق كما نصح بالتعجيل لعقد المؤتمر الجامع لاهل الشرق والمنصوص عليه في المادة المادة ٣٢ والذي يجب ان يسبق مؤتمر الحكم والادارة الذي نصت عليه اتفاقية جوبا.

بينما أكد عبد الوهاب جميل الأمين العام للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة وكبير مفاوضي مسار شرق السودان تشابك قضية شرق السودان ووصفها بالشائكة،  وقال "إن مشكل شرق السودان مرتبط بالكثير من التقاطعات الداخليه بين مكونات المرحلة الانتقاليه والمحاور الخارجيه التي ساهمت في إعاقة استحقاقات مسار الشرق".

ولفت لوجود صراعات داخليه بين مكونات الاقليم وأكد أنها  صراعات مفتعله لا أساس لها من الصحه، وأشار كذلك للخلافات الداخليه بين مكونات المسار وخاصة داخل الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة.

وأكد  عدم وجود رؤية واضحة لدي قيادات الدولة لحل مشكلة شرق السودان، وانشغال اللجنة الخاصه بمعالجة ملف شرق السودان برئاسة الكباشي والتعايشي وسلك بمفاوضات الحكومة مع الحلو.

واضاف عبد الوهاب " يوجد صندوق تنميه واعمار شرق السودان منذ اتفاقيه اسمرا 2006 وتم التامين عليه في اتفاقية مسار شرق السودان بجوبا ولكن كل الاتفاق معطل ومجمد حاليا".

وأقر محمد فتحي عضو مفاوض سابق بمسارات شرق السودان بوجود اكثر من كيان مفاوض، وأكثر من مسار، تحولت من كيانات لتحقيق السلام إلى كيانات تسبب الفتنة وتشعل الحرب في الإقليم.

 وقال أن الشرق بحاجة لاعادة هيكلة حكومية كاملة نسبة لغياب دور الدولة هناك والاحداث المؤسفه التي شهدها الاقليم خير دليل  علي ذلك، وأضاف "الآن الوضع في الاقليم لازال محتقنا وينذر بسوء لذلك علي الدولة التحرك بسرعة ومسئولية اكبر وبجديه اكثر  اتجاه معالجات كل الاسباب التي ادت اإلى وصول الاقليم إلى هذا الوضع الاليم".

 ويذكر أن اتفاق سلام شرق السودان أو اتفاقية سلام الشرق أو اتفاقية أسمرا، هي اتفاقية تم توقيعها بين حكومة السودان  وجبهة شرق السودان، بالعاصمة الإريترية اسمرا وتحت رعاية الحكومة الإريترية، في الرابع عشر من أكتوبر 2006، وانهى الإتفاق (13) عاماً من العمل المسلح على الحدود الشرقية للبلاد، وتم تضمينها في اتفاقية جوبا في الثالث من اكتوبر.

Pin It

مؤتمر شرق السودان وضبابية المشهد

 

تقرير وفاق التجاني

ضبابية تسود المشهد السياسي بعد تأخر قيام مؤتمر اهل الشرق والذي كان من المقدر له أن يتشكل في ديسمبر الماضي، وفق ما تقتضيه اتفاقية جوبا للسلام، بيد أن  الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد  حالت دون ذلك.

وحمل عدد من قيادات مسار الشرق الحكومة الإنتقالية بشقيها المدني والعسكري، مسؤولية تأخر قيام مؤتمر اهل الشرق، فيما ارجع البعض الآخر التأخير للتشاكسات التي وقع فيها قادة المسار، ويذكر أنه وبحسب مسار الشرق المضمن في اتفاقية جوبا فإن مؤتمر أهل الشرق يجب أن يسبق إنعقاد مؤتمر الحكم المحلي، والذي ايضا تأخرت الحكومة في تشكيله.

ويعتبر مؤتمر أهل الشرق بحسب مهتمين حجر عثرة في طريق تشكيل مؤتمر الحكم، وذلك لضرورة مشاركة أهالي الشرق فيه. لكن التقاطاعات التي تحدث بين قيادات المسار ستحول دون ذلك.

وارجع عبد الوهاب جميل الأمين العام للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة 

تأخر قيام مؤتمر أهل الشرق  لعدة عوامل أهمها  غياب الرؤية من قبل السلطة الحاكمة بشقيها التنفيذي والسيادي لحل مشكلة شرق السودان.

وقال في تصريحاته "لسلاميديا الخلافات الداخليه والخارجيه هي سبب اساسي في تأخر تنفيذ المؤتمر وتشكيله، وخاصة الداخلية التي نشبت بين أطراف المسار وخاصة بين قادة الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة".

وأكد عدم حيادية قيادة الجبهة الثوريه التي تنظر إلي الأمر بزاوية مصالحها الضيقه بعيدا عن اتباع منهج الحق، واردف "وذلك  يؤثر علي مواقف البعض منهم لذلك الجبهة الثورية هي سبب الأزمة الحقيقيه في عدم التوافق في المسار".

وأضاف "الخلافات الداخليه بين مكونات الاقليم ناتج من ضعف السلطة وتقاطعات مصالحها والمصالح الوطنيه العليا والاستقرار والسلم الاجتماعي بالاقليم، ومن المقدر  قيام مؤتمر الشرق قبل مؤتمر الحكم والادارة ولن تستطيع وزارة الحكم الاتحادي إقامة مؤتمر الحكم والادارة بدون حضور أهل الشرق وحضور أهل الشرق مرتبط بالمؤتمر التشاوري لشرق السودان".

وتابع "في  حالة انعقاده بمعزل عن أهل الشرق فنحن في شرق السودان غير معنيين وغير ملتزمين بمخرجاته وبقراراته ونعتبره مؤتمر علاقات عامة وضياع موارد وفائدة لجانه من الحوافز والنثريات فقط".

أما عبد الرحمن شنقب، لا يعتبر أن المؤتمر قد تم تأجيله أو تأخر وانما ارجئ لحين وضوح الرؤية، وقال خلال حديثه "لسلاميديا"المؤتمر التكميلي الجامع لاهل شرق السودان المنصوص عليه في المادة ٣٢ من اتفاق سلام السودان من منبر جوبا عبر مسار الشرق لم يؤجل ولكنه ارجيئ ، وهذا الارجاء لمنصوص عليه  ، ففي المصفوفة التي وضعت في جوبا وكان محددا له ان ينعقد بعد ٤٥ يوم من توقيع الاتفاق".

وأضاف "كان من المقدر له أن  يعقد في ديسمبر الماضي ويكون تكميليا لاتفاق جوبا ، ولكن التقاطعات السياسية والامنية في الشرق هي التي دفعت باتجاه الارجاء وليس التأجيل".

وأكد أن الجانب الحكومي كان متراخيا في تنفيذ الاتفاق بما فيه المؤتمر التشاوري، واستطرد قائلا الحكومة السودانية  مجبرة على انعقاده لان مؤتمر الحكم والادارة مقيد بانعقاد المؤتمرات الاقليمية في الشرق وكردفان والجزيرة.

أما محمد عبد الرحمن عضو الهيئة المركزية لمسار الشرق فقد أكد وجود خلاف بين مكونات مسارات الشرق المتقاطعة، وقال "لسلاميديا"هناك مجموعات سكانية ومكونات اجتماعية كبيرة في شرق السودان ترى  ان مسار شرق السودان في اتفاق سلام جوبا يمثل قومية محددة، وان من ضمن المشاركين افراد ليس من اهل القضية،  علي راس الرافضين الناظر ترك وحلفاءه، ولذلك تم تجميد المسار وتلقائيا جمدت مخرجاته التي من ضمنها المؤتمر الجامع لكل اهل شرق السودان.

اوأضاف "يجب الغاء المسار وليس تجميده فقط...وقبل الدخول في حوار مع السلطة يجب عقد مصالحات اجتماعية بين القوميات المتناحرة في شرق السودان وقيام مؤتمر جامع يمثل كأفة السكان لا يستثني ولا يقصي احد, ومن بعد ذلك يمكن الدخول في مفاوضات مع الحكومة للحوار حول قضايا الشرق".

وكانت الحكومة السودانية قد حددت عدة مواعيد لإنعقاد مؤتمر الحكم والٱدارة لكنها فشلت في الالتزام بمواعيده وتجري الاستعدادات هذه الأيام لعقد مؤتمر نظام الحكم الإقليمي في السودان، وهو أحد استحقاقات إتفاق سلام جوبا الموقع بين حكومة السودان الانتقالية وقوى المعارضة المسلحة.

Pin It

موقع إخباري محايد وغير منحاز لأي طرف أو جه ويقدم خدماته لجميع السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني

56 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع